مبادرة جديدة لإحياء المدينة العتيقة بسوسة عبر دعم الحرف التقليدية وتطوير الاقتصاد المحلي

 سيتم الإعلان رسميًا، يوم 24 نوفمبر 2025 بمدينة سوسة، عن نتائج مشروع “نحو تكامل أفضل بين حماية الإرث الثقافي والسياحة والاقتصاد المحلي في مواقع التراث العالمي بعد جائحة كوفيد-19”. وهو مشروع يقام في إطار التعاون المستمر بين منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وصندوق التعاون الياباني (Funds-in-Trust Japan)، ويمتدّ على ثلاث سنوات ويهدف إلى إعادة الحياة الاقتصادية والثقافية للمدينة العتيقة بسوسة بعد التأثيرات الكبيرة للجائحة.
ويُنفَّذ هذا المشروع بإشراف المكتب الإقليمي لليونسكو للمنطقة المغاربية، وبالشراكة مع المعهد الوطني للتراث والديوان الوطني للصناعات التقليدية وبلدية سوسة والمندوبيات والتمثيليات الجهوية للمؤسسات المذكورة.
ويهدف هذا المشروع إلى إعادة تنشيط الحرف التقليدية عبر تمكين الحرفيين من موارد رزق جديدة وتكوين جيل جديد من الحرفيين من خلال إحداث مركز خاص بالترويج وتطوير المهارات ودعم الابتكار عبر إدماج تقنيات التصميم الحديثة وتعزيز الاقتصاد المحلي وتشجيع المنتجات الحرفية القابلة للتسويق وإعادة الحياة للمدينة العتيقة عبر خلق حركية اقتصادية وثقافية مستدامة.
وفي هذا الإطار قام المعهد الوطني للتراث منذ نوفمبر 2023 بإجراء جرد شامل للحرفيين في المدينة، حيث تمّ تسجيل 39 حرفيًا في 13 حرفة مختلفة، ليتم في مرحلة أولى اختيار 10 حرفيين للمشاركة في دورات تكوين وتعاون مشترك بإشراف خبراء في التصميم وتثمين التراث.
ويتم العمل حاليًا، بالتنسيق بين المكتب الإقليمي لليونسكو للدول المغاربية ومختلف المؤسسات المعنية، على تثمين مخرجات هذه المرحلة من خلال تنظيم سلسلة من المعارض للتعريف بالمشروع وبالحرفيين المشاركين فيه من خلال مجموعة من التظاهرات، سيكون أولها بالمركز الثقافي بدار الباي بمدينة سوسة (من 24 نوفمبر إلى 24 ديسمبر 2025)، بهدف إضفاء ديناميكية ثقافية على الموقع وتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية القائمة لضمان استدامة قيمته التراثية، بحسب بلاغ نشره المعهد الوطني للتراث.
وجاء في بيان عن المكتب الإقليمي لليونسكو في تونس ان فعالية يوم 24 نوفمبر ستتضمن الإعلان عن أبرز نتائج المشروع، مع افتتاح معرض خاص بمنتجات الحرفيين المشاركين، وسيظل مفتوحًا لمدّة شهر كامل، مع إمكانية تحويله إلى معرض متنقل بمختلف الجهات.
وبحسب المصدر ذاته فإن مشروع إحياء الإرث الحرفي ودعم التشغيل المحلي، نابع من الإيمان بأهمية المدينة العتيقة بسوسة، المُسجّلة على قائمة التراث العالمي منذ سنة 1988، إذ واحدة من أهم المراكز التاريخية لكنها شهدت تراجعًا ملحوظًا في نشاطها الحرفي خلال العقود الأخيرة، وقد تسببت جائحة كوفيد-19 في تعميق الصعوبات لدى الحرفيين حيث تعطلت الحياة الاقتصادية وأغلقت عديد الورشات والمحلات.

 

 

عن Radio RM FM

شاهد أيضاً

صادرات تونس من منتجات النسيج ستتجاوز مع موفى السنة الحالية 9 مليار دينار

توقعت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، فاطمة الثابت شيبوب أن تتجاوز صادرات تونس من منتجات النسيج …