كشفت مذكرة تحليلية صدرت عن المعهد العربي لرؤساء المؤسسات، أن قطاع السياحة في تونس يشهد تحوّلاً جذرياً بفضل تطبيقات الذّكاء الاصطناعي، حيث تسهم التقنيات المبتكرة في تطوير خدمات سياحية خاصة وفي تحسين تجربة السياح.
وتشير المذكرة التحليلية التي نشرت بعنوان “كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل صناعة السياحة في تونس”، إلى أن هذه الأخيرة تملك الإمكانات اللازمة لتصبح رائدة في هذا المجال الحيوي، خاصة مع الاستثمار في حلول تقنية متقدمة تشمل الروبوتات التفاعلية والتحليل التنبؤي والواقع المعزز.
وتعتمد المؤسسات السياحية التونسية بشكل متزايد على مجموعة من التقنيات الذكية التي تعمل على تحسين الخدمات وتبسيط رحلات الحرفاء.
وتلعب الروبوتات التفاعلية متعددة اللغات دورا محوريا في تسهيل التواصل مع السياح من مختلف الجنسيات، بينما تساعد أنظمة التعرف على الصوت في تقديم استجابات فورية لاستفسارات السياح.
كما تساهم تقنيات “إنترنت الأشياء” في ربط مختلف الخدمات السياحية بعضها بالبعض الآخر، مما يخلق تجربة متكاملة وممتعة للسياح، وفق المصدر ذاته.
وتعمل الخوارزميات التنبؤية على تحليل أنماط السفر والطلب السياحي، مما يمكن المؤسسات من التخطيط بشكل أفضل وتوفير خدمات تتناسب مع توقعات الزوار. كما تلعب أنظمة الحجز الذكية دورا مهما في تسريع عمليات الحجز وتقليل الأخطاء.
يوصي المعهد العربي لرؤساء المؤسسات بإنشاء حاضنة وطنية متخصصة في التقنيات المطبقة على السياحة تحمل اسم “تور تك”، والتي ستكون بمثابة منصة لتطوير الشركات الناشئة التونسية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي المطبق على السياحة.
ويهدف هذا المشروع إلى خلق بيئة تشاركية تجمع بين المطورين والمؤسسات السياحية والباحثين والقطاع العام. ومن الضروري، حسب المعهد، أن تركز الحاضنة على تطوير حلول تقنية مبتكرة تشمل الواقع المعزز والإدارة التنبؤية، بالإضافة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
وعلى هذا الأساس، فانه من المؤكد أن يساهم هذا المشروع في تعزيز القدرة التنافسية للقطاع السياحي التونسي وجذب استثمارات جديدة في مجال التكنولوجيا السياحية.
تشير الدراسات المقارنة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف السياحة المستدامة من خلال تحسين إدارة التدفقات السياحية وتقليل التأثير البيئي.
وتساعد تقنيات التحليل المتقدمة في فهم احتياجات المسافرين وتوقعاتهم بشكل أفضل، مما يؤدي إلى تطوير خدمات أكثر كفاءة واستدامة. غير أن التطبيق الناجح لهذه التقنيات يتطلب مراعاة الاعتبارات الأخلاقية والأمنية لضمان حماية بيانات المسافرين وخصوصيتهم في الوقت الذي يجب أن يقوم فيه مستقبل السياحة على التكامل بين التقنيات الذكية والعنصر البشري لضمان تقديم تجارب سفر أكثر إثراءً ومسؤولية.
وتبين عدة مؤشرات تهم تألق القطاع السياحي،أنّ تونس تقف على أعتاب مرحلة جديدة في تطوير هذا القطاع الحيوي، حيث تملك الفرصة لتحويل رؤيتها إلى واقع ملموس من خلال الاستثمار في التقنيات المتقدمة وبناء شراكات استراتيجية مع المؤسسات المتخصصة.
ومن المتوقع أن يضع النجاح في هذا المسعى البلاد في مقدمة الدول الرائدة في مجال السياحة الذكية على المستوى الإقليمي والدولي.