منظمات إنسانية أممية تحذر من “انهيار آخر شريان يبقي الناس على قيد الحياة في غزة”

حذرت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة من تدهور الوضع الإنساني في غزة، واصفة إياه بـ”انهيار آخر شريان يبقي الناس على قيد الحياة”، مع استمرار العدوان الصهيوني في تدمير مستودعات المساعدات الأممية، واستهداف مساكن العاملين في الإغاثة والمواطنين الباحثين عن الطعام، في حين أُغمي على العديد من الجوعى في الشوارع.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن المستشفيات استقبلت حالات إرهاق شديد ناتجة عن نقص الغذاء. كما أوضح المكتب أن تقارير مستمرة عن إطلاق النار تشير إلى سقوط ضحايا أثناء محاولاتهم الحصول على الطعام، الذي لا يُسمح بدخوله إلى غزة إلا بكميات ضئيلة جدا.

وأضافت أوتشا أن المستشفيات تعاني من اكتظاظ شديد ونقص في السوائل الوريدية، مشيرة إلى خطر إغلاق مجمع ناصر الطبي ووحدة الأكسجين في جنوب غزة نتيجة لنقص الوقود. كما تم الإبلاغ عن قصف منشآت أممية في دير البلح.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن عملياتها تأثرت بتدمير مستودع يقع ضمن منطقة الإخلاء، وبالهجوم الذي استهدف منشأة تؤوي موظفيها وعائلاتهم. ونددت المنظمة بالهجوم الصهيوني، معتبرةً أنه جزء من نمط متكرر من استهداف المنشآت الصحية، وطالبت بتوفير الحماية المستمرة لموظفيها والإفراج الفوري عن المحتجزين منهم.

أضرار هيكلية وانقطاع للكهرباء والمياه

وفي السياق ذاته، أعلن المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، خورخي مورييرا دا سيلفا، أن مباني المكتب في دير البلح تعرضت للقصف، ما تسبب في أضرار هيكلية وانقطاع الكهرباء والمياه، مؤكدا أن نفس الموقع تعرض لقصف سابق في مارس، أسفر عن مقتل أحد الموظفين.

وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن تتبع حركة السكان أصبح معطلا، نتيجة القصف وانقطاع الاتصالات بعد تلف الكابلات، مما حال دون رصد أوضاع النازحين من دير البلح.

وأشار المكتب إلى أن 88 بالمائة من مساحة قطاع غزة إما خاضعة لأوامر التهجير أو مصنفة كمناطق عسكرية صهيونية، فيما أن 12 بالمائة المتبقية تعاني من اكتظاظ شديد وافتقار للخدمات الأساسية.

من جهته، وثق المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي في تقريره الأسبوعي تصعيدا مروعا في العدوان الصهيوني على الفلسطينيين، حيث بلغ عدد الشهداء خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 21 جويلية 2025 نحو 646 شهيدا، و3.101 مصاب في غزة والضفة الغربية، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.

وأشار التقرير إلى أن قطاع غزة يعاني من مجاعة وقصف متواصل، واستهداف يومي للمدنيين والبنية التحتية، بينما يواجه سكان الضفة الغربية والقدس تصعيداً في التهجير والهجمات على الأراضي والمقدسات.

الاحتلال يتعمد تدمير مقومات الحياة

وأكد المرصد أن الاحتلال يتعمد تدمير مقومات الحياة، من منشآت صحية وتعليمية، حيث استُهدفت المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد، بما في ذلك قصف كنيسة العائلة المقدسة للاتين في غزة، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة عشرة آخرين على الأقل.

وأشارت وكالة “أونروا” إلى أن الاحتلال يتسبب في تجويع أكثر من مليون طفل في غزة، حيث وصلت معدلات سوء التغذية بين الأطفال إلى مستويات غير مسبوقة.

وبيّنت الوكالة أنه تم فحص 74 ألف طفل، وتم تسجيل حوالي 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل، وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الشديد، فيما توفيت طفلة تبلغ من العمر عاما ونصف في دير البلح جراء الجوع، وفق مصدر طبي بمستشفى شهداء الأقصى.

وأكد المرصد استمرار استهداف الاحتلال للمدنيين في مناطق توزيع المساعدات، وقصف خيام النازحين والمستشفيات، وهدم المنازل فوق رؤوس قاطنيها، واقتحام الأحياء الفلسطينية، وتدمير البنية التحتية الحيوية، لا سيما مصادر المياه والكهرباء، مما زاد من معاناة المدنيين.

عن Radio RM FM

شاهد أيضاً

“كاريتا” عرض مسرحي للأطفال في ثاني سهرات مهرجان مساكن الصيفي

تتواصل فعاليات الدورة 31 من مهرجان مساكن الصيفي الليلة الأربعاء بدار الثقافة بمساكن مع عرض …