فرنسا تواصل إجلاء عشرات المرضى بالقطارات والطائرات العسكرية من الشمال إلى المناطق الأقل تفشيا لوباء كورونا

يستعد النظام الصحي الفرنسي لتلقي صدمة قوية جراء تفشي وباء كورونا، حيث من المتوقع أن تزداد أرقام الإصابات بشكل كبير خصوصا في منطقة “إيل دو فرانس” حيث تقع العاصمة باريس. فقد أشار رئيس الوزراء إدوار فيليب إلى أن الموجة القادمة “عاتية جدا تفرض ضغوطا لا ترحم على نظام الرعاية بالكامل ونظام الاستشفاء بأكمله” مضيفا “سيتحتم علينا الصمود”.

وتحاول السلطات امتصاص الصدمة وتفادي استنفاد قدرات المستشفيات، من خلال إجلاء عشرات المرضى في قطارات وطائرات عسكرية من الشمال إلى المناطق الأقل تفشيا للوباء.

وبدوره، حذر المدير الطبي للأزمة لدى مستشفيات منطقة باريس البروفسور برونو ريو صباح الجمعة “نوسع الجدران في كل مكان لاستقبال أكبر عدد ممكن من هؤلاء المرضى في أقسام الإنعاش”، موضحا “لم نبلغ بعد مرحلة الاستقرار في مسار انتشار الوباء، سيتحتم إيجاد حلول”.

وقال المدير العام للصحة جيروم سالومون مساء الجمعة إن منطقة “إيل دو فرانس لم تستنفد قدراتها في المرحلة الراهنة” لكن “علينا استباق الوضع”.

وإزاء أرقام وصفها مدير وكالة الصحة في “إيل دو فرانس” بأنها “هائلة” في بعض نقاط هذه المنطقة حيث الكثافة السكانية عالية، قالت ممرضة طلبت عدم كشف اسمها “إننا ننتقل إلى طب حربي”.

 

“تمديد الحجر المنزلي”

من جهته، أعلن رئيس الوزراء إدوار فيليب أنه “في ختام الأيام العشرة الأولى للعزل، من الواضح أننا لا نزال في بداية الموجة الوبائية”، موضحا أنها “اجتاحت الشرق الكبير منذ بضعة أيام، وهي تصل إلى منطقة إيل دو فرانس وأعالي فرنسا” في الشمال.

وسعيا لاحتواء انتشار الفيروس، أعلن تمديد تدابير الحجر المنزلي الساري المفعول منذ 17 مارس لأسبوعين إضافيين على أقرب تقدير حتى 15 أفريل، محذرا من أن “هذه الفترة يمكن بالطبع تمديدها إذا تطلب الوضع الصحي ذلك”.

وتسبب الوباء حتى الآن بحوالي ألفي وفاة سجلت في المستشفيات فقط، وبينها فتاة عمرها 16 عاما، هي الضحية الأصغر سنا للمرض.

ووصل عدد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد منذ ظهوره في فرنسا إلى 1995 وفاة، بينها حوالي 300 سجلت خلال آخر 24 ساعة، وفق الحصيلة الرسمية الصادرة مساء الجمعة. وبذلك يكون عدد الوفيات في المستشفيات ازداد بأربعة أضعاف خلال أسبوع.

ولا تشمل هذه الأرقام المرضى الذي توفوا في منازلهم أو في دور المسنين التي تعاني وضعا في غاية الصعوبة إذ يقدر عدد الوفيات فيها بالعشرات على أقل تقدير، في غياب رقم دقيق.

 

“الفرنسيون خائفون”

وفي مواجهة هذا الوضع الكارثي، تعتزم السلطات فرض الالتزام بالقيود على التنقلات، وتم تحرير أكثر من 225 ألف محضر حتى الآن بتهمة انتهاك تعليمات الحجر المنزلي، من أصل 3,7 ملايين عملية تثبّت جرت حتى الآن، على ما أفاد وزير الداخلية كريستوف كاستانير.

ويخشى الفرنسيون الذين يلزمون منازلهم منذ أكثر من أسبوع، العواقب الصحية إنما كذلك الاجتماعية للأزمة.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد “إيفوب” بين 21 و23 مارس ونشرت نتائجه الجمعة في صحيفة “لو باريزيان” أن 87% من الفرنسيين يخشون “انهيار الاقتصاد الفرنسي”، و81% يخشون “فقدان أقرباء”، و62% أن “يخسروا حياتهم”، و57% أن “يخسروا قسما كبيرا من عائداتهم” و40% أن “ينفد الطعام لديهم”.

عن Radio RM FM

شاهد أيضاً

سعيّد يشرف على موكب تسليم أوراق اعتماد سفير الجمهورية التونسية لدى أندونيسيا.

أشرف رئيس الجمهورية قيس سعيّد، صباح اليوم الخميس 25 أفريل 2024 بقصر قرطاج، على موكب …