احتفت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في تونس بذكرى ميلاد مؤسس علم الاجتماع، عبد الرحمن بن خلدون، الذي ولد في 27 ماي 1332م، الموافق للأول من رمضان 732هـ، في مدينة تونس خلال فترة الدولة الحفصية.
وأبرزت السفارة الأمريكية عبر منشور على منصاتها الرقمية دور ابن خلدون كمؤرخ عظيم، مشيرة إلى أنه كرائد سابق لعصره وضع من خلال مؤلفه “المقدمة” الأسس الفكرية لدراسة الاقتصاد والسياسة والمجتمع، قبل قرون من تأسيس هذه العلوم بشكل رسمي في الغرب.
كما أشارت إلى أن تأثير ابن خلدون تجاوز حدود العالم العربي، ليصل إلى مفكرين وقادة من مختلف الثقافات، بما في ذلك الولايات المتحدة، مضيفة، أن بعض القادة الأمريكيين استشهدوا بأفكاره حول ازدهار الحضارات وانهيارها، ومن أبرزهم الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، الذي أشار إلى نظرياته في نقاشاته حول السياسات الاقتصادية.
وأعربت السفارة الأمريكية عن فخرها بتكريم إرث ابن خلدون، معتبرة إياه من أعظم العقول التونسية التي لا تزال رؤيته تربط بين الثقافات والقرون بقوة الأفكار الخالدة.
وكان الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، قد أكد أنه درس في شبابه الاقتصاد عن ابن خلدون، الذي قال إن الإمبراطوريات في بداياتها تكون لديها الضرائب منخفضة والإيرادات عالية، وعند انهيارها تكون ضرائبها عالية وإيراداتها منخفضة
الجدير بالذكر أن ابن خلدون بدأ تدوين مؤلفه التاريخي “العبر” وعمره 45 سنة، في عزلة فرضها على نفسه بعد حياة سياسية مليئة بالعواصف، وسيرة ومسيرة نضجت فيها تجاربه واتسعت معارفه ومشاهداته.
وفي عام 1394م، أخرج النسخة الأولى من كتابه “العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر”، الذي يعرف اختصارًا بـ”كتاب العبر”.
وقد رتب مؤلفه على مقدمة وثلاثة كتب، إذ بدأه بمقدمة في فضل علم التاريخ، أتمها بالوضع والتأليف قبل التنقيح والتهذيب في مدة خمسة أشهر، وألحقها بالكتاب الأول في العمران. وهذه المقدمة والكتاب الأول يشكلان مع خطبة الكتاب ما يسمى “مقدمة ابن خلدون”. وبعدهما، كان الكتاب الثاني في أخبار العرب وأجيالهم، والثالث في أخبار البربر ومواليهم.
وفي قلب العاصمة تونس يقع نصب ابن خلدون التذكاري في ساحة الاستقلال بشارع الحبيب بورقيبة حيث يعد من أبرز المعالم الثقافية في المدينة ونحت التمثال سنة 1978 على يد الفنان التونسي الراحل زبير التركي، بناء على طلب الرئيس الحبيب بورقيبة، تكريمًا لابن خلدون مؤسس علم الاجتماع.
ويظهر التمثال ابن خلدون ممسكا بيده كتابا، في إشارة إلى إسهاماته الفكرية العميقة ويعتبر نقطة جذب للسياح الوافدين على تونس، حيث يتوقفون لالتقاط الصور والتعرّف على شخصية ابن خلدون التي أسهمت بشكل كبير في تطور الفكر الإنساني.