دراسة علمية تعطي أملا جديدا لعلاج الجروح

 كشفت دراسة علمية أجراها باحثون من مركز “سيدارز-سايناي” الطبي, بالتعاون مع جامعتي ستانفورد وكاليفورنيا في الولايات المتحدة عن أحد الأسرار البيولوجية التي تمنح الفم قدرة مدهشة على الشفاء السريع.      

وأوضح الباحثون أن نتائج الدراسة التي نشرت في دورية “Science Translational Medicine” تمثل أملاً جديداً نحو تطوير علاجات تمكن من شفاء الجلد دون تندب.      ويمثل علاج الجروح دون تندب هدفا طبيا لطالما سعى العلماء لتحقيقه, نظرا لما يمكن أن يحدثه من تحول جذري في جراحات التجميل, وعلاج الحروق, والإصابات الجلدية.   ويعرف الكثيرون من التجربة الشخصية أن عض الخد أو اللسان يؤدي إلى جرح يختفي غالباً خلال يومين إلى ثلاثة أيام دون أن يترك أثراً, في حين أن الجروح الجلدية قد تستغرق أكثر من أسبوع, وتترك ندبات واضحة.      

هذا التفاوت في سرعة الشفاء ودقته دفع الباحثون إلى طرح سؤالين جوهريين: لماذا يلتئم الفم بهذه السرعة, وهل يمكن نقل هذه القدرة إلى الجلد, للتحقيق في هذا التباين, قاموا بتحليل عينات نسيجية من فئران مخبرية شملت كلا من بطانة الفم وجلد الوجه.

وتوصلوا إلى أن بطانة الفم تستخدم مسار إشارات خلوية خاصاً يعتمد على بروتين يدعى “GAS6” وإنزيم يسمى “AXL”, حيث يعمل هذا المسار على تثبيط مسار خلوي آخر يُعرف باسم “FAK”, المسؤول عن تحفيز تكوّن الندوب أثناء التئام الجروح في الجلد.      

وعندما قام الباحثون بتثبيط إنزيم “AXL” في جروح بطانة الفم لدى فئران التجارب, أصبحت الجروح تلتئم ببطء وأظهرت خصائص تشبه التئام الجلد, بما في ذلك احتمال ظهور الندوب.      

على العكس, عند تحفيز الإنزيم نفسه في جروح الجلد, لاحظوا أن الالتئام فيها أصبح أسرع وأكثر كفاءة, مع تقليل واضح في تشكّل الندوب, بطريقة مشابهة لما يحدث في الفم.      

وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تُظهر أن مسار “GAS6-AXL” الخلوي قد يكون مفتاحاً لشفاء الجروح من دون ندوب , وأن التلاعب به يمكن أن يساعد في تقليل تندب الجلد كذلك.      

وفيما يتعلق بالخطوة التالية, يعتزم الباحثون توسيع نطاق الدراسة لتشمل البشر, بهدف تطوير علاجات فعالة تسهم في تحسين التئام الجلد ومنع التندب.

وأكدوا أن هذه النتائج تُعد واعدة في مجال الطب التجديدي وجراحة التجميل, إذ قد تمهد الطريق أمام ابتكار علاجات تعتمد على تحفيز الجسم ذاته لإعادة تجديد أنسجته دون آثار دائمة, مما يُحسن جودة الحياة, خصوصاً للمرضى الذين يعانون جروحا أو حروقا عميقة.

عن Radio RM FM

شاهد أيضاً

مصر تحذر من “ترند الكركم المضيء”: يهدد الأمن المائي…

كغيره من تريندات وسائل التواصل الاجتماعي، أثار ما بات يعرف بـ”تريند الكركم” جدلا كبيرا بعد …