المعرض المتحرّك .. رحلة من باريس إلى مساكن مشيا على الأقدام بطلها فنان تشكيلي

انطلق رضا الذيب في رحلته الفنيّة والإنسانيّة والاستثنائيّة سيرا على الأقدام من مدينة باريس في اتجاه مدينة سوسة ومساكن منذ 02 ماي 2019 وقد قطع فرنسا وإيطاليا ومرّ بكل بلدة وقرية من قراها تعترض طريقه.

السّفر من العاصمة الفرنسيّة باريس إلى تونس هي مسيرة ساعات قليلة بالطائرة لكنها ستستغرق أربعة أشهر لهذا العارض الماشي. وتصور هذه التجربة الفنية همزات وصل تربط باريس بتونس، حيث يتبنى الفنان رضا الذيب همزات الوصل هذه بصفته يحمل الجنسيتين التونسية والفرنسية. هذا العرض هو في حد ذاته تعبيرة فنية عن هذا الرابط.


هدف الرحلة

يعيد رضا بواسطة هاتفه الذكي تصوير خطوط “آفاقه” على مدى 107 مرحلة. في كل مرحلة يأخذ صورة للأفق المنشود عبر تطبيقة بوصلة تعمل بتقنية الواقع المعزّز ويرسل هذه الصور في الوقت ذاته إلى المعهد الفرنسي بتونس على شكل بطاقات بريدية بفضل تطبيقة أخرى تتولى يوميا طباعة وتوزيع هذه البطاقات ثم تعرض بالتوازي. مجموعة الصور هذه التي ستكون في النهاية الخط المتواصل للـ”أفق”.

تم تصميم هذا المشروع بالشراكة مع المعهد الفرنسي لتونس وبدعم من المنظمات والمؤسسات الفرنسية ، حيث يتناول إشكالية رئيسية تدور حول سؤال أساسي:
مالذي يمكن للخط أن يفعله؟
بعبارة أخرى ما هي الإمكانات التشكيلية لأثر مفتوح أو تجريدي؟


موعد الوصول

وولد رضا الذيب  بمدينة سوسة سنة 1966 ، وتخرج من مدرسة الفنون الجميلة في تولون ، وهو يعيش في باريس منذ عام 1991. كان الرسم لفترة طويلة وسيطه المفضّل ، لكنه ومنذ خمسة عشر عامًا بدأ الاشتغال بمجال الأبحاث التشكيلية حيث الإشكالية الرئيسية هي “تحرير” خط المساحة، وفي البداية أخذ مسدسا لاصقا واستخدمه عكس طريقة الاستعمال: مع هذه الأداة، لم يكن الأمر متعلقًا بإلصاق المواد ، بل بالأحرى اقتلاع المادّة وتحريرها.

يصل الفنان رضا الذيب يوم 08 أوت 2019 إلى التراب التونسيّ ثمّ إلى مسقط رأسه سوسة في 13 أوت وصولا إلى مساكن التي ينتمي لها أبواه في 14 أوت الجاري. وفي مدينة سوسة، يستقبله رواق البيرو لعرض جزء من رحلته الشيّقة. لكن العرض النهائي سيتخذ شكله المكتمل في شهر سبتمبر برواق المعهد الفرنسي بتونس.

محمد الأمين الكعيبي

عن Radio RM FM

شاهد أيضاً

غزة: ارتفاع عدد الشهداء إلى 34 ألفا و151 شهيدا…

قالت وزارة الصحة في غزة إن جيش الاحتلال ارتكب 6 مجازر في القطاع في الساعات …