العدوان الاسرائيلي الأخير هو الأكثر دمارا ودموية في تاريخ الحروب على القطاع

يواجه الفلسطينيون في غزة، أحلك الظروف الانسانية من انعدام الأغذية ونقص التموين وانقطاع الكهرباء وعدم توفر الماء وندرة الوقود منذ أكثر من شهرين منذ شن جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على القطاع، في حرب لم يسبق أن عايش مثلها سكان القطاع، وفق ما رواه مقيمون بغزة فور عودتهم في رحلة إجلاء إلى تونس أمس الأحد.
وروى عدد من هؤلاء العائدين في رحلة نظمتها تونس لاجلاء رعاياها المقيمين بغزة مرفوقين بعائلاتهم، ومنهم أزواج وزوجات فلسطينيين وفلسطينيات، في تصريحات قّدّموها لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن المأساة الانسانية التي عايشوها لا يمكن مقارنتها بحروب سابقة كان قد شنّها جيش الاحتلال الاسرائيلي سنوات 2008 و2012 و2014.
« حالة الدمار الكارثي لم يسبق أن شاهدت غزة مثلها خلال الحروب السابقة، ينعدم الأكل والماء في غزة وينتشر في كل مكان ركام البنايات المهدمة نتيجة القصف »، بهذه الكلمات علّق الشاب الفلسطيني رضوان الغرايري وهو المقيم بحي النصر المتواجد بالمنطقة الغربية لمدينة غزة، وهي المنطقة ذاتها التي كانت أولى المناطق التي شهدت اللحظات الأولى لعمليات التوغل البري التي نفّذها جيش الاحتلال الاسرائيلي .
وفاقم توسّع دائرة العدوان الذي يشنّه جيش الاحتلال على القطاع، تدهور الأوضاع والمأساة الانسانية، التي يعانيها القطاع بطبعه جراء الحصار المفروض عليه منذ قبل اندلاع العدوان الأخير حسب ما عايشه هذا الشاب المنحدر من والد فلسطيني وأم تونسية، فيما قدّمت الدكتورة الفلسطينية في علم الاجتماع سميرة النحّال، صورة أكثر قتامة عن الوضع الصحي لسكان غزّة.
وتشكّل البيئة الحالية لقطاع غزة حسب المتحدّثة، حاضنة ملائمة لانتشار الفيروسات والأوبئة إذ أن النازحين يهرعون إلى التجّمع والسكن بالمدارس حيث ينعدم الصرف الصحي وهو ما جعل الأمراض تنتشر بسرعة، في حين يعجز المصابون بمرض السرطان عن الحصول على جرعات العلاج الكيميائي.
وتابعت سميرة النحّال الوافدة من مدينة رفح الحدودية مع مصر ( تابعة لقطاع غزة)، قائلة  » يهدّد شبح الموت البطئ من يعانون من الفشل الكلوي لأنه لا يمكنهم غسل الكلى مرتين أو ثلاث في الأسبوع بعد تدمير كل المستشفيات والمرافق الصحية « .
ورغم حالة القلق السائدة بين العائدين لتوّهم من غزة في رحلة الاجلاء التي نظمتها تونس، إلا أن الاجماع يسود بينهم على العودة إلى القطاع متى سنحت الظروف، » عائدون كلنا « ، يلخّص الشاب الفلسطيني رضوان الغرايري حالة ارتباطه بمدينة غزة التي لم يفارقها إلا من أجل الدراسة الجامعية بتونس لثلاث سنوات وعاد إليها أكثر شوقا مما كان عليه.
وختم بالقول » يوجد في غزة مشهدين، أحدهما يبرز المأساة الانسانية للسكان المدنيين فيما يرسم المشهد الثاني صورة خالدة عن الصمود والمقاومة في وجه الاحتلال « .

عن Radio RM FM

شاهد أيضاً

الدورة 28 لجائزة الكومار الذهبي: تتويج الروائييْن صحبي كرعاني وعزة فيلالي

فازت رواية « دفاتر الجيلاني ولد حمد » لصحبي كرعاني بجائزة الكومار الذهبي للرواية باللغة …