حلت بمطار تونس قرطاج الدولي قبيل منتصف الليلة الماضية طائرة تابعة للخطوط الجوية التونسية وكان على متنها 92 تونسيا كانوا مقيمين في لبنان وعبروا عن رغبتهم في مغادرة هذا البلد جراء الحرب هناك.
وتم نقل العائدين وغالبتهم من الاطفال والنساء في مرحلة اولى جوا الى القاهرة ثم تكفلت الناقلة الوطنية بعودتهم الى تونس،عبر هذه الرحلة الجوية الثالثة وفق ما ذكره للصحفيين في المطار وزير الصحة مصطفى الفرجاني الذي كان في استقبال العائدين رفقة الأميرال عبد الرّؤوف عطا الله، المستشار الأول لدى رئيس الجمهوريّة ومسؤولين بوزارة الخارجية.
وقال الفرجاني إن عمليات العودة بالتونسيين الراغبين في ذلك من لبنان “تتنزل في اطار سياسة الدولة والواجبات المحمولة عليها لتوفير الرعاية الكافية لهم”، مشددا على ان ” الحكومة تقف مع جميع ابناء الجالية في الخارج في اوقات الازمات والصراعات و ايضا زمن الجوائح كما حدث قبل سنوات مع انتشار جائحة كورونا”.
واضاف وزير الصحة انه ستقدم لجميع التونسيين العائدين المتابعة اللازمة من قبل جميع المتدخيلن من وزارات الصحة والشؤون الخارجية والشؤون الاجتماعية والتربية فضلا عما تتطلبه مسائل الاعاشة و الاقامة والتسجيل بالمدارس لابنائهم والذين اضطرتهم الظروف لترك مقاعد الدراسة.
من جهته اكد الأميرال عبد الرّؤوف عطا الله، أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيّد حريص على تأمين عودة التونسيين المقيمين بلبنان منذ انطلاق عمليات القصف من قبل قوات الاحتلال،وتوفير الدعم اللازم لهم وتوفير العودة على كاهل الدولة وذلك في كنف التنسيق التّام بين رئاسة الجمهورية ووزارة الشؤون الخارجية ووزارة النّقل ووزارتي الصّحة والشؤون الاجتماعية وسفارة تونس بلبنان، مشددا على أنّ الاهتمام بالجالية التونسية في الخارج “واجب محمول على الدّولة في كلّ الأوقات والظروف”.
وحسب عطا الله، تم تأمين عودة سابقة لـ325 تونسيا عبر رحلتين جويتين سابقتين يومي 3 و 4 اكتوبر الجاري مضيفا ان “الوضع في لبنان خطير وان الرئيس قيس سعيد يوصي دوما سفارتنا في لبنان بتقديم الدعم اللازم للجالية هناك والبقاء في اتصال دائم بهم”.
وعبر عديد التونسيين العائدين من لبنان والذين بدت عليهم علامات التعب و الانهاك جراء ساعات الطيران و السفر والانتظار عبر رحلتين جويتين عن سعادتهم بالعودة الى أرض الوطن، كما اعربوا عن امتنانهم للسلطات التونسية ولسفارة تونس ببيروت على مساعيها لتأمين عودتهم في أسرع الآجال وفي ظروف طيّبة.
ويبلغ عدد افراد الجالية التونسية المقيمة بلبنان حوالي 1970 تونسيا، يعمل اغلبهم في قطاعات التعليم العالي والطب والخدمات والسياحة وكذلك صلب المنظمات الأممية والدولية، حسب تصريح سابق لسفير تونس بلبنان بوراوي الإمام.