باحث أمريكي : مستقبل الإرهاب في تونس يتبلور داخل السجون المزدحمة المفتقرة إلى البرامج الفعالة

 

حذّر باحث أمريكي متخصص في قضايا الإرهاب، من أنّ ظاهرة الازدحام في السجون قد لا تكون في تراجع داخل تونس، رغم النجاحات الأمنية والعسكرية الميدانية.

وتحت عنوان “الجهادية التونسية بعد مرور خمس سنوات على «أنصار الشريعة»”، كتب مؤخرا، هارون ي. زيلين الباحث في موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، معتبرا أنّه بسبب مئات، إن لم يكن آلاف الأشخاص الذين تم إيقافهم منذ عام 2013، بالإضافة إلى 16 ألف شخص مُنعوا من السفر إلى العراق وليبيا وسوريا وبقوا في تونس، فضلاً عن 970 مقاتلاً عادوا من مناطق الحروب، يتبيّن لنا أن هذه الظاهرة ليست بالضرورة مسألة آخذة في التضاؤل، حتى إذا كانت وتيرة الهجمات وقدراتها أقل بكثير من معدلها عام 2013 أو بين عامَي 2015 و2016. فقد نفذت «كتيبة عقبة بن نافع» ست هجمات في عام 2015 وخمسة أخرى في عام 2016 وثلاثة في عام 2017 واثنان حتى الآن في عام 2018، إضافة إلى أنّ الإيقافات في صفوف المشتبه باستقطابهم من قبل تنظيمات إرهابية تجري بمعدل شخص في اليوم وفق بيانات وزارة الداخلية التونسية، ما يعني أنّ المخاوف تظلّ المخاوف قائمة من أن يؤدي ذلك إلى تحوّل الأفراد الذين لا يزالون في المراحل المبكرة من التجنيد إلى عناصر متطرّفة في السجن بشكل لا داعي له، لا سيما وأن الحكومة التونسية لم تؤمّن لهؤلاء الأفراد أي طرق بديلة.

وأشار الباحث إلى أنّ مستقبل التنظيمات الإرهابية في تونس “يتبلور داخل نظام السجون المزدحم الذي يفتقر إلى البرامج الفعالة لإعادة التأهيل أو إعادة الدمج”، حسب قوله.

وتابع الكاتب قائلا: “ويجدر بالذكر أيضاً أن هذه الاعتقالات حدثت في مناطق مختلفة في تونس، مما يبيّن أن الجهادية في البلاد، بالرغم من حجمها الصغير، هي ظاهرة وطنية وليست أحداث تتركز في منطقة واحدة أو اثنتين”.

ويعتبر محلل معهد واشنطن المتخصص في الجماعات الجهادية العربية في شمال إفريقيا وسوريا، ونزعة المقاتلين الأجانب والجهادية الإكترونية عبر الإنترنت، أن المقاربة القائمة على الأمن البحت ليست قابلة للاستدامة، وقال: “في حين تستحق تونس الثناء لأنها نجحت في احتواء مشكلة الجهادية، فمن المفيد الخروج عن المقاربة الأمنية المحضة والاستفادة من قدرات المجتمع المدني التونسي القوي، من أجل إعادة دمج الأفراد الذين لا يعتبرون من الجهاديين المتمرسين أو المتشددين في المجتمع بشكل أفضل، وذلك لتعزيز أمن البلاد ورفاهية شعبها في المستقبل. ويمكن أن يساعد ذلك في منع عودة النشاط الجهادي على مثل هذا النطاق الواسع في المستقبل”.

ويرى هارون ي. زيلين، أنّه إذا تم الاقتصار على المقاربة الأمنية المحضة ستشهد تونس تكراراً للسيناريو نفسه الذي حصل في مناطق أخرى، أي معاودة ظهور تنظيم “جهادي”، وفق تعبير الباحث.

عن راديو RM FM

شاهد أيضاً

سرطان الثدي يُصيب الرجال أيضًا..

قالت رئيسة إدارة مكافحة السرطان بمنظمة الصحة العالمية ومبادرة سرطان الثدي العالمية، دكتورة ماري نيانغاسي، …